تعكس ملابس الطفل كثيراً من شخصيته، وذوق والديه، وربما مستوى أسرته اجتماعياً، كما تعد من الأولويات التي تساعد على نشأته والتعايش مع من حوله، خصوصاً في المراحل العمرية الأولية، حيث يحتاج إلى معرفة ما يتناسب مع عمره، حتى يتمكن من القدرة على شراء ملابس يرتاح فيها ويتكيف معها ولا تعيقه في حركته. ويحتاج الطفل إلى زرع الثقة بنفسه، والاستقلال بشخصيته من خلال اختياره ملابسه، حيث يدخل بعض الأطفال في نزاع شديد بينه وبين والدته على نوع معين من الملابس، وعلى الرغم من أنّه قد يكون مناسباً، إلاّ أنّ الأمهات في كثير من الأحيان يجبرونهم على لباس معين؛ مما قد يؤثر على بناء شخصية هذا الطفل وشعوره باستقلالها، ويزعزع قدرته على اتخاذ قرارات مبنية على قدراته الذاتية.
*تنشئة اجتماعية
إنّ إشراك الطفل في اختيار ملابسه
أمر مهم، خاصةً في مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة؛ لأنّ الطفل يهتم فيها بأن
تكون ملابسه مسايرة لأصدقائه، وفي مرحلة الطفولة المتأخرة يهتم بأن تكون
ملابسه حديثة في تصميماتها وألوانها، كما تقوم الأم في الوقت نفسه بتقديم النصيحة
لطفلها عندما تجده يختار ملابس غير لائقة، بطريقة يتقبلها ويأخذ ما يستطيع التآلف
معه بكامل قناعته. ومن المهم أن تناسب ملابس الطفل التغيرات التي تصاحب كل مراحل
النمو، حتى تحقق الغرض الأمني، الوظيفي، والجمالي.
* دعيني أختر ثيابي بنفسي
كما أن هناك
أنواع لشخصية الأطفال من ارتدائهم لملابسهم فالطفل القيادي يختار ملابسه بطريقة
معينة كل يوم عن الذي يليه، ويستطيع أن ينوع في اختياراته حسب كل مناسبه، من دون
تدخل الأم، والطفل العنيد يظهر من خلال تمسكه باختيار الملابس نفسها كل يوم، وله
تركيبة خاصة، يثير العديد من المشاكل مع مدرسيه ويكون أصدقائه لهم طبعه، والطفل
المسالم أو العادي يقبل أي ملبس دون اعتراض، ويكون هادئاً مطيعاً لنصائح والديه
ومعلميه.
وأشارت الأستاذة "هبة ناصر أحمد بدوي" إلى ضرورة إعطاء الأطفال ثقافة في اللبس منذ الصغر، في المرحلة الابتدائية، حيث يجب أن يتعلم الأطفال ما الملابس الجيدة التي يستفاد منها والملابس غير المناسبة؟، وتوعيتهم بالطرق الآمنة للبس، مع مراعاة الجانب النفسي في أزياء الطفل، إذ تتكون معالم شخصية الطفل في مراحل عمره الأولى. فبعض الأطفال يُفضل موديلات قد لا تُناسب ذوق الأم ويحاول شراءها مع والده أو أحد أقاربه بعيداً عن أمه، حيث أنّ محاولة الطفل فرض رأيه تعد نوعاً من البحث عن هويته الشخصية، خصوصاً حين يكون ذلك بعد عمر سبع سنوات، إذ يقلد ما يرى في بيئته من نماذج، سواءً نماذج حية أو نماذج من خلال الإعلام، وقد لا يُرضي هذا الأم في معظم الأحيان، وعليها أن تحاول اصطحابه معها إلى السوق وتأخذ رأيه، وتسعى لأن تعرض عليه أكثر من فكرة حتى تجعله يفكر، وفي بعض المرات عليها أن تتقبل هذا التصرف، خاصةً إذا كان اختياره مناسب.
*برأيـي:
إن جعل الطفل يثق في نفسه ويعتمد عليها قد يكون أمراً معقداً إذا لم تتوفر الفرص التي تُتيح له إثبات نفسه وأنه قادر على القيام بأمور قد نستصعبُها عليه لسنه الصغيرة. فمن كان يُصدق أن اختيارهُ لِلباسهِ سيكون إحدى تلك الفُرص التي يجب علينا استغلالها!!
_________________________________________
*المرجع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق