>> ضياع
طالبة
أولى المواقف روتها
لنا منال عبد الرحيم معلمة عربي بمدرسة ابتدائية فأخبرتنا إحدى القصص الطريفة التي
حصلت معها. وقالت: "في نهاية كل يوم دراسي يكون على إحدى المعلمات أن تناوب
في المدرسة بمعنى أن تبقى حتى خروج أخر طالبة في المدرسة، وما حصل معي أنني كنت
مناوبة وخرجت جميع الطالبات من المدرسة ماعدا قليلات منهن، ثم أتى والد طالبة وطلب
ابنته، ولكن ابنته لم تخرج من المدرسة وانتظر طويلاً، فطلب مني حارس المدرسة أن
نبحث عن ابنته، وبالفعل بحثت أنا وباقي الطالبات عنها ولكننا لم نجدها، وبدأ الأب
يفقد أعصابه من شدة خوفه، وهددنا بإبلاغ الشرطة، وبعد ساعة تقريباً وجدنا الفتاة
غارقة في النوم خلف مقعدها الدراسي في الفصل".
>> وفي موقف
مشابه طلب أب ابنته ولم نجدها وعندما هممنا بالبحث عنها، اعتذر منا وقال:"أنا آسف، ابنتي تخرجت من مدرستكم
الابتدائية وانتقلت إلى المتوسطة ولكنني نسيت هذا الأمر".
>> أبله... لا تتزوجي
أبي!
أما عفاف.ن مدرسة
للمرحلة التمهيدية روت لنا موقفا صعبا جداً وقالت: عينت في إحدى المدارس وبدأت
تدريس أطفال المرحلة التمهيدية، وبعد يومين أو ثلاثة طلبت المشرفة التعليمية مني
أن تحضر لي إحدى الحصص حتى تقيم مستواي وترى طريقة شرحي وتعاملي مع الطالبات
الصغيرات، وبالفعل بدأت الحصة والمشرفة تجلس معنا بالداخل الفصل، وفي منتصف الشرح
طلبت من طالبة أن تقف لتجيب على سؤال طرحته، ولكن ما أن وقفت الطالبة رفضت الإجابة
حتى تنبهنا أنها حزينة ومكتئبة، سألتها عن السبب فبدأت بالبكاء الشديد، وصرت أنا
والمشرفة نحاول فهم السبب وتهدئتها، وأخرجناها من الفصل وتوجهنا بها إلى المشرفة
الاجتماعية وحضرت المديرة وبعض المدرسات، وبعد أن قل بكاءها نظرت نحوي بنظرة حزينة
وقالت لي "أبله...أرجوك لا تتزوجي أبي" وهنا التفت الجميع نحوي باستغراب
وأصبحت أدافع عن نفسي أمام الجميع، وبعد ذلك فهمنا من أمها أن اسمي أنا مشابه لأسم
امرأة سوف يتزوجها والدها وأن هذا الأمر له أثر نفسي كبير بداخلها، هذا الموقف لن
أنساه طوال حياتي.
>> شتائم من أمهات
الطالبات
وفي موقع محرج تعرضت
له مديرة مدرسة المنارات الأستاذة وفاء عشماوي، ذكرت ان أكثر المواقف التي تحرجني
هي التي تصدر من أمهات الطالبات وفي موقف صعب قدمت لي والدة طالبة وأخذت بشتمي
وسبي على الملاْ، وتلفظت بكلمات بذيئة جداً، وكل ذلك بسبب أن ابنتها حصلت على
علامات متدنية في الاختبارات، وطبعاً كوني مديرة ومعلمة قبل ذلك وواجهت الكثير من
تلك الأمور، فما كان مني إلا الصمت، وتركتها لضميرها، وبعد فترة ليست بطويلة اتصلت
بي الأم واعتذرت مني على ما بدر منها وطلبت أن تأتي لتعتذر مني أمام الجميع ولكنني
لم أقبل وأخبرتها أن اعتذارها مني هاتفياً أدى الغرض، فشكرتني كثيراً وكانت نادمة
جداً.
برأيي:
نحن نقضي عُمر طويلاً جداً في صفوف
الدراسة فـ منا من يقضيها كُلها في لهو وغفلة، وهناك من يقضيها كُلها في جدٍ
واجتهاد زائدَين ولا مجال لديه لأمور أخرى كالضحك او الترويح عن نفسه، وهناك من
يقضي حياتهُ المدرسية بـ اتزانٍ بين الجد الاجتهاد واللعب والاستمتاع، وهذا أمرٌ
مهم ولا يُستهانُ به، ولا ننسى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ حَنْظَلَةَ
الْأُسَيِّدِيِّ عندما قال له "ولكن يا حنظلةُ ساعةً وساعةً".
_____________________________________________
المراجع:
إيناس محمد المريعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق